نظرا لأننا نقابل في حياتنا كثيرا من سباع البرمبة فقد أخذت أبحث عن أصل كلمة "سبع البرمبة" وخصوصا كلمة "البرمبة" فلم أجد ما يقنعني فعلى الرغم من وجود معاجم تخصصت في تفسير الكلمات العامية المصرية لم اجد لهذا التعبير أثرا وكان الدكتور عبد الصبور شاهين قد وضع في كتابه "دراسات لغوية" ما يشبه المعجم بعنوان "الدخيل على العامية: معجم ودراسة" وضع فيه معاني بعض الكلمات العامية وأصولها فوجدته يقول: "يقال "سبع البرومبة" أقرب إلى معنى السبع الذي لا نظير له نسبة إلى قرية برمبل بالجيزة ولعلها مصرية".
وأعتقد أن هذا مجرد ظن لا يرقى إلى أن يكون تفسيرا لمعنى الكلمة أو تحديدا لأصلها والسؤال: لماذا ينسب السبع الذي لا نظير له إلى قرية البرنبل؟ مع ملاحظة أن النطق الحالي لها بضم الباء ويذكرها صاحب معجم تاج العروس البرنبل بفتح الراء والباء مع ملاحظة شيء آخر هو أن النون الساكنة إذا جاء بعدها باء فإنها تنطق ميما، ولكنها تكتب بالنون. فلماذا ينسب إلى هذه القرية ذلك السبع الذي تضرب به الأمثال؟ هل تشتهر تلك القرية - مثلا - بأنها مأسدة، فيها سباع من نوع لا نظير له؟ وهل هناك سباع أخرى أليفة؟ ولماذا ذكرها المؤلف في "الدخيل" الذي يعنى أن اللفظ مقترض من لغة أخرى؟
يبدو أن هذه مسألة مجازية تتعلق بالشجاعة والشهامة معا، فالشجاعة هي "السبع"، والشهامة "البرمبة"، فلماذا ستكون "البرمبة" حينئذ؟
يبدو أن الكلمة الإنجليزية "Prompt" هي الأصل المفترض للكلمة، إذا كانت بمعنى "الدفع الفوري"، الذي هو أحد تجليات "الشهامة"، وهذا مجرد ظن أيضا، فإن هناك نوعا من الغناء الشعبي السعودي يسمى "البرومبا" لا أعرف عنه إلا اسمه.
وكنت أخشى أن يكون سبع البرمبة بطلا لحكاية شعبية، فسألت الشاعر والصديق فارس خضر، سبب تخصصه في الدراسات الشعبية، لكنه ذكر لى أنه فكرا كثيرا في هذه الشخصية، لكنه لا يعرف لها وجودا في القصص الشعبية، ومع ذلك فهو يعتقد أنه شخصية حازمة تعزف على آلة موسيقية من آلات النفخ النحاسية، وهو تفسير مقبول أيضا، فإن "السبع" الذي هو "الأسد" من لوازمه "الزئير" الذي هو صورته، وهو صوت حاسم، فلا بد أن يكون رجلا يصدر زئيرا كأنه سبع من السباع، ويمكن أن نتصور أن الضرب على "البروجي" أو "البوق" من الأصوات الحاسمة، ولكن ما هي آلة "البرمبة" حتى نغلق الموضوع؟