لكي تنجو عليك أن تتكيف، تلك ببساطة فحوى نظرية داروين التطورية، والتي يمكن تطبيقها على كل الكائنات الحية التي نعرفها، وهكذا تفعل الأشجار التي تملك نظاما تكيفيا خاصا تجعلها تنحو بعد موسم حاد من الصقيع، والتي تقوم بحماية لبها الداخلي من تكون بلورات الثلج المدمرة لخلاياها، فذلك اللب أو قلب الشجرة هو السبيل إلى نقل المياه والغذاء من الجذور إلى الأفرع والأوراق، فأشجار مثل شجرة اللاريس التي تنمو داخل صقيع سيبريا يمكنها النجاة في درجة حرارة تقترب من 94 درجة فهرنهايت تحت الصفر، فهي تتخذ تدابيرها عند الشعور بأقتراب موسم الجليد فتقوم بإيقاف كل عمليات النمو داخلها وتفريغ خلاياها من جميع السوائل، لذا فالصقيع لا يطول أبدا اللب الداخلي للشجرة وإن كان يتكون فقط على قشرتها الخارجية.
أشجار أخرى مثل البلوط والزان والدردار تتخذ خطة طوارئ مختلفة بعض الشيء، فبدلا من تخلصها من السوائل تماما تحتفظ ببعض السائل السميك ذي درجة التجمد المنخفضة للغاية داخل خلاياها، وتقوم بتغطية نواة خلاياها بالبروتين لكي يحفظها من التجمد.