تتعامل أكثر الحيوانات مع صورتها في المرأة على أنها لآخر غريب عنها، وإن كان العلماء قد حددوا بعضها التي تملك تلك المقدرة، مثل الدلافين وبعض القردة العليا، فلأن اختبار المرأة هو أحدي الأدوات المهمة لدراسة إدراك الحيوان وتعرفه علي نفسه، فقد قام العلماء بوضع علامة ظاهرة على جسم الحيوان الخاضع للتجربة، بحيث يراها بوضوح عند النظر لانعكاس صورته أمامه، وقد أجتاز الاختبار من مراحله الأولي حيوانات مثل الدلافين وقردة الشمبانزي والأفيال التي حين وقفت أما نفسها في المرآة أخذت تتفحص نفسها وتدور أمامها وهي تستكشف تفاصيل جسدها، إلا أن الغوريلا كانت إحدى تلك الحيوانات التي لم تتمكن من اجتياز الاختبار صراحة ومن الوهلة الأولي، ولاحظ الباحثون أن تلك القدرة تتطور أكثر لدي بعضها عندما تقضي وقتا مناسبا بين البشر.
بالنسبة إلي هؤلاء الباحثين فإن الحيوانات التي لديها تلك القدرة يكون لديها مخ أكبر حجما وأكثر تعقيدا من الحيوانات الأخري، كما أن لديها وعيا اجتماعيا، وقدرة على فهم الآخرين وإظهار العواطف المختلفة نحوهم.
ويرجح العلماء أن العاطفة والذكاء الاجتماعي حتي بين البشر يعتمدان علي القدرة على فهم الذات، والمعروف أن الطفل من بني البشر لا يكون قادرا علي معرفة نفسه في المرآة قبل عام ونصف علي الأقل من عمره.