الفطام حدث مهم في حياة الطفل يتم عادة في نهاية العام الأول من عمره، والفطام يكون مصحوبا بكثير من الاضطراب الانفعالي، نتيجة تغيير عادات الطعام والتغذية عند الطفل وإحلال عادات جديدة بدلا منها، فبعد أن كان الطفل يمتص طعامه على هيئة سوائل لا تحتاج إلى جهد نجده بعد الفطام يحتاج إلى الأكل بأسنانه يمضغ ويبلع، ويترتب على ذلك أيضا تغييرات في عمليات الهضم.
ويعتبر الفطام مرحلة دقيقة بالنسبة للأم وللطفل في آن معا. لذا يجب أن يحدث بالتدريج وأن يتم التحضير له بعناية، ويعتبر ظهور الأسنان الإشارة المحسوسة بأن الطفل أصبح قادرا على تناول الأطعمة الجامدة، حيث يتوجب على الأم التنويع التدريجي في تغذية الطفل.
من الخطأ أيضا تأخير عملية الفطام عن موعدها أكثر من اللازم فإن في ذلك تثبيتا لعادات الطفولة وإعاقة النمو الطبيعي.
قد يرفض الطفل الغذاء، أو يفقد الشهية بسبب الفطام، ويظهر نزقا وعصبية. ففي جميع الحالات يجب عدم إرغامه على الطعام، فلا بد من التحلي بالصبر والانتظار بعض الوقت لعودة الأشياء إلى طبيعتها.
يجب أن يكون موقف الأبوين متسما بالهدوء والاتزان الانفعالي بعيدا عن القلق والاضطراب عندما تواجههما صعوبات تتعلق بتغذية الطفل. فتناول الغذاء يجب أن يكون مناسبة سعيدة لتلاقي أفراد الأسرة، في إطار من المشاركة والمودة والمحبة، بعيدا عن التوتر والانفعال.
وتقع على الأسرة مسئولية كبيرة في تربية السلوك الغذائي عند الطفل وحمايته من ضغوط الدعاية والإعلان، والحرص على تنمية اتجاهات غذائية مناسبة وتربية السلوك الذي يجنبه الاضطراب والمرض، وتعويده الاعتدال وعدم الانقياد لرغباته، والانتظام والتنوع في غذائه وتربية ذوقه وتهذيب سلوكه، بواسطه الإقناع والحوار، وأن يكون الأهل القدوة الحسنة، في تعويد الطفل العادات المناسبة واتباع الأساليب المرنة في مختلف مواقف الحياة. فالتربية الأعمق أثرا والأكثر فعالية، هي التي تستند إلى المرونة والتسامح والمحبة الحقيقية.