فهي من مصر، من بلدة بالصعيد.
أرسلها المقوقس مع حاطب بن أبي بلتعة، معها أختها سيرين، وألف مثقال ذهبا "سبعة كيلو جرامات ومائة وخمسون جراما تقريبا)، وعشرون ثوبا، وبغلته الدلدل، وحماره يعفور، وخصي يقال له مأبور، شيخ كبير، كان أخا مارية.
عرض حاطب الإسلام على مارية، ورغبها فيه، فأسلمت، وأسلمت أختها، وأقام الخصي على دينه حتى أسلم بعد ذلك وهو بالمدينة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.
فجاءت مارية وأختها سيرين مسلمتين، فأنزلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، في العالية، في المكان الذي يقال له (مشربة أم إبراهيم).
ثم أهدى سيرين إلى حسان بن ثابت، واتخذ لنفسه مارية، وكان يعاشرها بملك اليمين.
وضرب عليها الحجاب، فكان مثلها مثل أمهات المؤمنين.
ولدت مارية لرسول الله صلى الله عليه وسلم - ابنه إبراهيم.
لكنه لم يعش طويلا.
وولدت سيرين لحسان بن ثابت ابنه عبد الرحمن.
وتذكر سيرين خالة إبراهيم، وفاة إبراهيم فتقول: "لما احتضر إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم، كنت كلما صحت أنا وأختي نهانا عن الصياح".
وتوفيت مارية رضي الله عنها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، في المحرم من سنة ست عشرة للهجرة.